اللاجئين في المغرب
هناك آلاف المهاجرين واللاجئين العالقين بالمغرب، وهو بلد الذي لا يحترم حقوق الإنسان أو يضمن لهم حماية مناسبة.

Testimonios

ماجد المصري
21 años - سوريا
“ما زلت لا أعرف كيف استطعت تسلق الجدار الترابي الذي كان يفصلني عن المغرب.
وضعونا في سيارة مليئة بحاويات البنزين وأخذونا إلى مدينة وجدة”
كانت عائلتي قد طلب اللجوء في اسبانيا وكانت تنتظرني وكنت الوحيد الذي تمكن من الوصول. عندما وطأت قدماي الجزائر انتابني شعور غريب، مر أكثر من سنة دون رؤية والديا، لكنني كنت أقرب إليه من ذي قبل.
بعد مرور ثلاثة أيام إتصلت بمهرب أشخاص ليساعدني على عبور الحدود نحو المغرب مقابل 500 يورو. عبرنا الحدود ليلا، وعند الوصول إلى المغرب اختفى المهرب فأمسكت بنا الشرطة المغربية أنا وشاب فلسطيني. وضعونا في غرفة من الساعة 03:00 حتى الساعة 20:00 من اليوم التالي، دون نوم أو طعام. أخبرناهم أننا من اللاجئين ونحتاج للحماية. بعد طرح مئات الأسئلة علينا أكدوا لنا أننا في أمان وأنهم سوف يحملوننا إلى أقرب مدينة. لكن يمكن الأمر كذلك. وضعونا في سيارة وحملونا مرة أخرى إلى الحدود مع الجزائر. دفعونا وصرخوا في وجهنا أنه إذا توقفنا عن المشي فسوف يطلقون الرصاص علينا. حل الليل ولم نكن نعرف الطريق. كان علينا أن نعبر نهرا ومواصلة المشي مبللين طوال أربع ساعات إلى أن وصلنا إلى أقرب قرية. في الظلام سمعنا من بعيد صوت المهربين الآخرين وهم يقودون مجموعات من الأشخاص، فانتابنا خوف رهيب.
عندما عثرت علينا الشرطة الجزائرية، صوبوا أسلحتهم نحونا وصرخوا طالبين منا بأن نعرف نفسنا. أخبرناهم بأننا سوريين فغيروا سلوكهم تجاهنا. قدموا لنا الماء والسجائر وكانوا لطفاء معنا. بعدها تقدم أحد منهم بدا أنه مشرف عليهم وسألني عما إذا كنت أحمل معي المال، قام بتفتيشي فوجد 3000 يورو وهاتفي المحمول. في التالي، أخذونا إلى القاضي الذي قام بتحرير صراحنا. لم أرى بعدها مالي الذي أخذوه مني.
للمرة الثانية مشيت لأكثر من ثلاث ساعات في وسط الظلام. وصلنا إلى واد بعمق 7 أمتار. حذرني أحد المهربين أن الشرطة كانت وراءنا وسوف تمسك بنا. بالقفز في واد أصبت في ساقي، ولكن لشدة الخوف كان قلبي يخفق بسرعة لدرجة أنه في تلك اللحظة لم أشعر بأي شيء. ما زلت لا أعرف كيف تمكنت من تسلق الجدار الترابي الذي كان يفصلني عن المغرب والذي كان طوله 7 أمتار. وضعونا في سيارة مليئة بحاويات البنزين، وحملونا إلى مدينة وجدة. هناك أخذنا سيارة أجرة الى الناظور. قال لنا سائق سيارة أجرة أنه سيأخذنا إلى فنق يقضي السوريون الليل. عندما وصلنا إلى الفندق كان ألم ساقي يقتلني.
كنت في الناظور لمدة أسبوع تقريبا، دفعت للمهربين حوالي 300 يورو إضافية لمساعدتي في عبور الحدود بين المغرب وإسبانيا. في المرتين الأولى التي حاولت فيها العبور اكتشفتني الشرطة المغربية وقطعت عني الطريق. وفي المرة الثالثة جاء مهرب معي، وأخبرني مع أي شرطي يجب ان أذهب، وعندما وصلت إلى المنطقة العازلة قال لي المهرب “لا تنظر إلى الوراء، وامشي بشكل طبيعي وعندما تحصل على الجانب الاسباني أدلي بجواز سفرك للشرطة الاسبانية.” هذا ما فعلته.
“ما زلت لا أعرف كيف استطعت تسلق الجدار الترابي الذي كان يفصلني عن المغرب.
وضعونا في سيارة مليئة بحاويات البنزين وأخذونا إلى مدينة وجدة”
كانت عائلتي قد طلب اللجوء في اسبانيا وكانت تنتظرني وكنت الوحيد الذي تمكن من الوصول. عندما وطأت قدماي الجزائر انتابني شعور غريب، مر أكثر من سنة دون رؤية والديا، لكنني كنت أقرب إليه من ذي قبل.
بعد مرور ثلاثة أيام إتصلت بمهرب أشخاص ليساعدني على عبور الحدود نحو المغرب مقابل 500 يورو. عبرنا الحدود ليلا، وعند الوصول إلى المغرب اختفى المهرب فأمسكت بنا الشرطة المغربية أنا وشاب فلسطيني. وضعونا في غرفة من الساعة 03:00 حتى الساعة 20:00 من اليوم التالي، دون نوم أو طعام. أخبرناهم أننا من اللاجئين ونحتاج للحماية. بعد طرح مئات الأسئلة علينا أكدوا لنا أننا في أمان وأنهم سوف يحملوننا إلى أقرب مدينة. لكن يمكن الأمر كذلك. وضعونا في سيارة وحملونا مرة أخرى إلى الحدود مع الجزائر. دفعونا وصرخوا في وجهنا أنه إذا توقفنا عن المشي فسوف يطلقون الرصاص علينا. حل الليل ولم نكن نعرف الطريق. كان علينا أن نعبر نهرا ومواصلة المشي مبللين طوال أربع ساعات إلى أن وصلنا إلى أقرب قرية. في الظلام سمعنا من بعيد صوت المهربين الآخرين وهم يقودون مجموعات من الأشخاص، فانتابنا خوف رهيب.
عندما عثرت علينا الشرطة الجزائرية، صوبوا أسلحتهم نحونا وصرخوا طالبين منا بأن نعرف نفسنا. أخبرناهم بأننا سوريين فغيروا سلوكهم تجاهنا. قدموا لنا الماء والسجائر وكانوا لطفاء معنا. بعدها تقدم أحد منهم بدا أنه مشرف عليهم وسألني عما إذا كنت أحمل معي المال، قام بتفتيشي فوجد 3000 يورو وهاتفي المحمول. في التالي، أخذونا إلى القاضي الذي قام بتحرير صراحنا. لم أرى بعدها مالي الذي أخذوه مني.
للمرة الثانية مشيت لأكثر من ثلاث ساعات في وسط الظلام. وصلنا إلى واد بعمق 7 أمتار. حذرني أحد المهربين أن الشرطة كانت وراءنا وسوف تمسك بنا. بالقفز في واد أصبت في ساقي، ولكن لشدة الخوف كان قلبي يخفق بسرعة لدرجة أنه في تلك اللحظة لم أشعر بأي شيء. ما زلت لا أعرف كيف تمكنت من تسلق الجدار الترابي الذي كان يفصلني عن المغرب والذي كان طوله 7 أمتار. وضعونا في سيارة مليئة بحاويات البنزين، وحملونا إلى مدينة وجدة. هناك أخذنا سيارة أجرة الى الناظور. قال لنا سائق سيارة أجرة أنه سيأخذنا إلى فنق يقضي السوريون الليل. عندما وصلنا إلى الفندق كان ألم ساقي يقتلني.
كنت في الناظور لمدة أسبوع تقريبا، دفعت للمهربين حوالي 300 يورو إضافية لمساعدتي في عبور الحدود بين المغرب وإسبانيا. في المرتين الأولى التي حاولت فيها العبور اكتشفتني الشرطة المغربية وقطعت عني الطريق. وفي المرة الثالثة جاء مهرب معي، وأخبرني مع أي شرطي يجب ان أذهب، وعندما وصلت إلى المنطقة العازلة قال لي المهرب “لا تنظر إلى الوراء، وامشي بشكل طبيعي وعندما تحصل على الجانب الاسباني أدلي بجواز سفرك للشرطة الاسبانية.” هذا ما فعلته.

طها
24 años - فلسطين
“بعد أن أمضيت الليل في الناظور، حاولنا عبور الحدود إلى مليلية. زملائي تمكنوا من ذلك، لكنني أوقفوني ”
كان والداي لاجئين فلسطينيين في سوريا. لقد نشأت في مخيم للاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك (دمشق). عندما تحول المخيم إلى جحيم، سافرت إلى الجزائر لمواصلة الدراسة، ولكن بمجرد الانتهاء من دراستي لم تكن لدي فرصة لتجديد بطاقة إقامتي.
دون وثائق وخالي الوفاض قررت التوجه نحو المغرب: اتصلت بمهرب وبعد ثلاثة أيام التقينا بمدينة مغنية (الجزائر)، كنا مجموعة من الشباب، دفع كل للمهرب 300 دولار وأخذنا إلى الحدود. أعطى إشارة للشرطي المناوب الذي رفع السياج وجعلنا بقطع بسرعة: دخلنا المغرب في وضح النهار.
على الجانب الآخر كانت هناك سيارة تنتظرنا لنقلنا إلى وجدة ومن ثم سيارة أخرى مختلفة تأخذنا الى الناظور. بعد قضاء الليلة الأولى في الناظور حاولنا عبور الحدود إلى مليلية، تمكن زملائي من ذلك لكنني أوقفوني. قضيت أسبوع في محاولة عبور الحدود متنكر في هيئة دراج، ناقل بضاعة، متخفي بين الناس … كنت كل يوم أظهر بملابس المختلفة لكي لا يتعرفوا علي لكنهم كانوا دائما يوقفونني أنا فقط. في إحدى المرات قاموا بتقييد يدي وأخذوني إلى غرفة حيث تم احتجازي لمدة أربع ساعات يطرحون علي الأسئلة: من أنت؟ ماذا تنوي؟ أين تريد أن تذهب؟ لماذا؟ لماذا؟ ولماذا؟ أتذكر التعامل المقرف وخوفي من عدم الخروج من هناك.
بعد أن قضيت نحو شهر في الناظور لم أفقد الأمل، لأنه كان أمامي الخيار الأخير: السباحة.
كنت لوحدي، وكانت الساعة 01:30، لم أكن أحمل أي شيء، فقط جواز سفري، ملفوف في بلاستيك مربوطة بجسدي. كان الجو عاصفا وكان البحر هائجا، وآخر شيء فكرت فيه قبل أن أقفز في الماء هو أنني لم أكن أريد أن يموت.
سبحت لمدة أربع ساعات أصارع ضد الأمواج، كنت وحيدا محاطا فقط بالمياه وفي الأفق رأيت النور الذي كان يرشدني إلى الهدف: مليلية، إسبانيا.
كان لا يزال الظلام حالكا عندما وصلت، شعرت بأنني فقدت الوعي لبضع لحظات، وفجأة اصطدمت بالصخور، كانت مليئة بقنافذ البحر التي تركت أشواكها مسمرة في قدماي، استيقظت وتمكنت من الحصول إلى اليابسة بالقليل من القوة التي كنت ما زلت أملكها، حيث لحسن الحظ ساعدتني مجموعة من الأشخاص.
منذ تلك الليلة المصيرية مرت فترة طويلة ولكنني أتذكرها وكأنه حدث بالأمس. اليوم أنا أعيش في إسبانيا لأنه في المغرب لم أجد الحماية التي كنت أبحث عنها وما زلت آمل أن أجتمع بعائلتي التي تعيش في ظروف سيئة بمخيم اليرموك. هم لاجئون فلسطينيون. لا يملكون جواز سفر يسمح لهم بالسفر. هم لاجئون في بلد مضيف دمرته الحرب.
“بعد أن أمضيت الليل في الناظور، حاولنا عبور الحدود إلى مليلية. زملائي تمكنوا من ذلك، لكنني أوقفوني ”
كان والداي لاجئين فلسطينيين في سوريا. لقد نشأت في مخيم للاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك (دمشق). عندما تحول المخيم إلى جحيم، سافرت إلى الجزائر لمواصلة الدراسة، ولكن بمجرد الانتهاء من دراستي لم تكن لدي فرصة لتجديد بطاقة إقامتي.
دون وثائق وخالي الوفاض قررت التوجه نحو المغرب: اتصلت بمهرب وبعد ثلاثة أيام التقينا بمدينة مغنية (الجزائر)، كنا مجموعة من الشباب، دفع كل للمهرب 300 دولار وأخذنا إلى الحدود. أعطى إشارة للشرطي المناوب الذي رفع السياج وجعلنا بقطع بسرعة: دخلنا المغرب في وضح النهار.
على الجانب الآخر كانت هناك سيارة تنتظرنا لنقلنا إلى وجدة ومن ثم سيارة أخرى مختلفة تأخذنا الى الناظور. بعد قضاء الليلة الأولى في الناظور حاولنا عبور الحدود إلى مليلية، تمكن زملائي من ذلك لكنني أوقفوني. قضيت أسبوع في محاولة عبور الحدود متنكر في هيئة دراج، ناقل بضاعة، متخفي بين الناس … كنت كل يوم أظهر بملابس المختلفة لكي لا يتعرفوا علي لكنهم كانوا دائما يوقفونني أنا فقط. في إحدى المرات قاموا بتقييد يدي وأخذوني إلى غرفة حيث تم احتجازي لمدة أربع ساعات يطرحون علي الأسئلة: من أنت؟ ماذا تنوي؟ أين تريد أن تذهب؟ لماذا؟ لماذا؟ ولماذا؟ أتذكر التعامل المقرف وخوفي من عدم الخروج من هناك.
بعد أن قضيت نحو شهر في الناظور لم أفقد الأمل، لأنه كان أمامي الخيار الأخير: السباحة.
كنت لوحدي، وكانت الساعة 01:30، لم أكن أحمل أي شيء، فقط جواز سفري، ملفوف في بلاستيك مربوطة بجسدي. كان الجو عاصفا وكان البحر هائجا، وآخر شيء فكرت فيه قبل أن أقفز في الماء هو أنني لم أكن أريد أن يموت.
سبحت لمدة أربع ساعات أصارع ضد الأمواج، كنت وحيدا محاطا فقط بالمياه وفي الأفق رأيت النور الذي كان يرشدني إلى الهدف: مليلية، إسبانيا.
كان لا يزال الظلام حالكا عندما وصلت، شعرت بأنني فقدت الوعي لبضع لحظات، وفجأة اصطدمت بالصخور، كانت مليئة بقنافذ البحر التي تركت أشواكها مسمرة في قدماي، استيقظت وتمكنت من الحصول إلى اليابسة بالقليل من القوة التي كنت ما زلت أملكها، حيث لحسن الحظ ساعدتني مجموعة من الأشخاص.
منذ تلك الليلة المصيرية مرت فترة طويلة ولكنني أتذكرها وكأنه حدث بالأمس. اليوم أنا أعيش في إسبانيا لأنه في المغرب لم أجد الحماية التي كنت أبحث عنها وما زلت آمل أن أجتمع بعائلتي التي تعيش في ظروف سيئة بمخيم اليرموك. هم لاجئون فلسطينيون. لا يملكون جواز سفر يسمح لهم بالسفر. هم لاجئون في بلد مضيف دمرته الحرب.

فاطمة
35 años - سوريا
“حصلنا على تأشيرة الدخول إلى موريتانيا، بهدف عبور مالي نحو الجزائر. ثم أقمنا في فندق في الناظور لمدة ثلاثة أسابيع ”
كان الوضع في لبنان يائسا. دون وثائق، دون إمكانية تلقي الرعاية الصحية والعيش في ظروف بائسة وغير قادر على تسجيل أطفالي. قررت أنا وزوجتي من أجل عائلتي محاولة الوصول إلى أوروبا وطلب اللجوء.
شرح لي أصدقائي السوريون اللاجئون أنه في شمال أفريقيا هناك مدينة تسمى مليلية تنتمي إلى إسبانيا، أي الاتحاد الأوروبي، وحيث يمكن طلب الحماية الدولية. طلبنا تأشيرة الدخول إلى الجزائر، وعلى الرغم من أننا أثبتنا أننا نملك المال كضمانات فقد رفضوا منحنا التأشيرة مرتان.
ثم قررنا أخذ الاطفال ونقلهم الى السودان، دفعنا مبلغ كبير من المال، بهدف عبور الحدود إلى مصر بطريقة غير شرعية. اعتقدنا أنه في مصر سنكون قادرين على بدء حياة جديدة ونسيان فكرة أوروبا. تسجلنا في الأمم المتحدة وانتظرنا ثم انتظرنا. كان الواقع يشبه إلى حد كبير وضعيتنا في لبنان. كنا أنا وزوجتي نفكر فقط كيف نوفر المأوى والغذاء لأطفالنا، وكيف ندسهم بعد استنفاد المدخرات التي جمعناها طوال حياتنا، وهو المال الذي حصلنا عليه بعد بيع كل شيء. كان المال ينفذ. كان علينا المجازفة، كان علينا الوصول إلى مليلية. إذا كنا لا نريد أن نشاهد كيف يغرق أطفالنا في البحر، كان علينا الوصول إلى مليلية.
حصلنا على تأشيرة الدخول إلى موريتانيا، بهدف عبور مالي نحو الجزائر. بعد الاتصال بمهربي الأشخاص، دفعنا 1500 يورو عن كل شخص بالغ و1700 يورو عن كل طفل. كان الطريق في غاية الخطورة. كنا نعرف أنه في أي لحظة يمكن أن توقفنا الميليشيات تحت تهديد السلاح وسرقة ممتلكاتنا. سمعنا قصص لأشخاص أفارقة رفضوا حمل المال معهم، فتعرضوا للقتل وألقي بهم في حفرة في الصحراء. سافرنا على متن الشاحنات والحافلات رفقة شباب صغار السن من إفريقيا جنوب الصحراء. كنا نحمل فقط الماء والبسكويت للرحلة. كنت أدعوا طوال الوقت بأن لا يحدث أي شيء، وبأن لا يغتصبوا زوجتي، وبأن لا يلحقوا الأذى بأطفالي. لم أشعر أبدا في حياتنا بذلك الخوف.
وصلنا أخيرا إلى الجزائر، وكان أول شيء فعلناه هو تسجيلنا أمام الأمم المتحدة. عرضت علينا مهرب إرشادنا جميعا إلى الحدود مع المغرب مقابل 2000 يورو فوافقنا. عبرنا في الليل. كنا نحمل أطفالنا في ذراعينا، وكان علينا عبور نهر، مشينا بسرعة ولم نكون نرى أي شيء. كانت زوجتي متعبة للغاية. ولم تتوقف عن طلب من الأطفال عدم البكاء، وعد إصدار ضجيج.
مكثنا في فندق بالناظور لمدة ثلاثة أسابيع، في محاولة للتفاوض مع مهرب آخر. كان كلهم يطلبون الكثير من المال عن الأطفال. في النهاية وجدنا مهربة مغربية يبدو أنها كانت تعرف الجميع في الحدود، دفعنا لها 1000 يورو عن كل فرد لمساعدتنا في الحصول إلى الحدود الإسبانية. وصلنا إلى اسبانيا بجيوب خالية. كل الأموال أهدرت. لكننا كنا آمنين، وكانت عائلتي آمنة. في تلك الليلة، وقال لي ابني الذي يبلغ من العمر ست سنوات أنه يريد أن يكون طبيب بيطري عندما يكبر، مثلي.
“حصلنا على تأشيرة الدخول إلى موريتانيا، بهدف عبور مالي نحو الجزائر. ثم أقمنا في فندق في الناظور لمدة ثلاثة أسابيع ”
كان الوضع في لبنان يائسا. دون وثائق، دون إمكانية تلقي الرعاية الصحية والعيش في ظروف بائسة وغير قادر على تسجيل أطفالي. قررت أنا وزوجتي من أجل عائلتي محاولة الوصول إلى أوروبا وطلب اللجوء.
شرح لي أصدقائي السوريون اللاجئون أنه في شمال أفريقيا هناك مدينة تسمى مليلية تنتمي إلى إسبانيا، أي الاتحاد الأوروبي، وحيث يمكن طلب الحماية الدولية. طلبنا تأشيرة الدخول إلى الجزائر، وعلى الرغم من أننا أثبتنا أننا نملك المال كضمانات فقد رفضوا منحنا التأشيرة مرتان.
ثم قررنا أخذ الاطفال ونقلهم الى السودان، دفعنا مبلغ كبير من المال، بهدف عبور الحدود إلى مصر بطريقة غير شرعية. اعتقدنا أنه في مصر سنكون قادرين على بدء حياة جديدة ونسيان فكرة أوروبا. تسجلنا في الأمم المتحدة وانتظرنا ثم انتظرنا. كان الواقع يشبه إلى حد كبير وضعيتنا في لبنان. كنا أنا وزوجتي نفكر فقط كيف نوفر المأوى والغذاء لأطفالنا، وكيف ندسهم بعد استنفاد المدخرات التي جمعناها طوال حياتنا، وهو المال الذي حصلنا عليه بعد بيع كل شيء. كان المال ينفذ. كان علينا المجازفة، كان علينا الوصول إلى مليلية. إذا كنا لا نريد أن نشاهد كيف يغرق أطفالنا في البحر، كان علينا الوصول إلى مليلية.
حصلنا على تأشيرة الدخول إلى موريتانيا، بهدف عبور مالي نحو الجزائر. بعد الاتصال بمهربي الأشخاص، دفعنا 1500 يورو عن كل شخص بالغ و1700 يورو عن كل طفل. كان الطريق في غاية الخطورة. كنا نعرف أنه في أي لحظة يمكن أن توقفنا الميليشيات تحت تهديد السلاح وسرقة ممتلكاتنا. سمعنا قصص لأشخاص أفارقة رفضوا حمل المال معهم، فتعرضوا للقتل وألقي بهم في حفرة في الصحراء. سافرنا على متن الشاحنات والحافلات رفقة شباب صغار السن من إفريقيا جنوب الصحراء. كنا نحمل فقط الماء والبسكويت للرحلة. كنت أدعوا طوال الوقت بأن لا يحدث أي شيء، وبأن لا يغتصبوا زوجتي، وبأن لا يلحقوا الأذى بأطفالي. لم أشعر أبدا في حياتنا بذلك الخوف.
وصلنا أخيرا إلى الجزائر، وكان أول شيء فعلناه هو تسجيلنا أمام الأمم المتحدة. عرضت علينا مهرب إرشادنا جميعا إلى الحدود مع المغرب مقابل 2000 يورو فوافقنا. عبرنا في الليل. كنا نحمل أطفالنا في ذراعينا، وكان علينا عبور نهر، مشينا بسرعة ولم نكون نرى أي شيء. كانت زوجتي متعبة للغاية. ولم تتوقف عن طلب من الأطفال عدم البكاء، وعد إصدار ضجيج.
مكثنا في فندق بالناظور لمدة ثلاثة أسابيع، في محاولة للتفاوض مع مهرب آخر. كان كلهم يطلبون الكثير من المال عن الأطفال. في النهاية وجدنا مهربة مغربية يبدو أنها كانت تعرف الجميع في الحدود، دفعنا لها 1000 يورو عن كل فرد لمساعدتنا في الحصول إلى الحدود الإسبانية. وصلنا إلى اسبانيا بجيوب خالية. كل الأموال أهدرت. لكننا كنا آمنين، وكانت عائلتي آمنة. في تلك الليلة، وقال لي ابني الذي يبلغ من العمر ست سنوات أنه يريد أن يكون طبيب بيطري عندما يكبر، مثلي.

اليمن
49 años - حلمي
“لم تكن نيتي الوصول الى اسبانيا، بل أي بلد آمن يمكن فيه لعائلتي العيش في سلام ودون خوف من الموت بالقصف. بما أننا لم نتمكن من طلب اللجوء في السفارة في الجزائر، كان عليا أن أعبر إلى المغرب للوصول إلى مليلية. ”
كان الوضع في اليمن يائسا. أنا وعائلتي ننتمي إلى أقلية مضطهدة، وعندما وصلت الحرب إلى المنطقة التي جئنا منها، تعز، جنوب البلاد، كنت أخشى كثيرا أن أرى أطفالي يموتون. أصيب واحد منهم في غارة جوية، وكان ذلك السبب الذي جعلني أقرر في النهاية الفرار في سبتمبر 2015.
ذهبنا أولا إلى صنعاء، العاصمة، حيث بدى أن كل شيء هادئا، وحيث لا تزال زوجتي الثانية تنتظرني مع 5 من بناتي. من هناك ذهبت لوحدي لفتح الطريق لبقية عائلتي في وقت لاحق. عندما كنت أحاول الوصول إلى الجزائر توقفت أولا في مطار عسكري سعودي، ثم في الأردن وأخيرا في عنابة، حيث يعيش شقيق زوجتي.
بقيت هناك معه لمدة ثلاثة أشهر، حاولت العمل في شيء من شأنه أن يسمح لي بجمع المال لمواصلة الرحلة، ثم وصلت إلى وهران، العاصمة الجزائرية، حيث قضيت 3 أشهر إضافية في انتظار لقائي بزوجتي الأولى و2 من أطفالي الصغار، من 2 و 4 سنوات، وابني الجريح، الذين تمكنوا من اللحاق بي في فبراير 2016.
في وهران حاولنا طلب اللجوء في عدة سفارات لدول مختلفة، ولكن لم يساعدنا أحد، لذلك كان علينا أن نبحث عن بدائل أخرى للاستقرار في مكان آمن. في سفارة اسبانيا في وهران قالوا لنا أن حتى هذا الخيار غير ممكن. التقينا هناك بمجموعة من السوريين الذين قالوا لنا أنهم ذاهبون إلى مليلية، فقررنا الانضمام إليهم لمعرفة ما اذا كان يمكن الوصول الى اسبانيا. نظرا للتكلفة العالية لهذه الرحلة (دفع أجرة للمهربين)، أجبرنا على ترك ابننا الجريح في الجزائر مع عمه، لأن المال الذي جمعناه من بيع ما تبقى لنا من أشياء ثمينة (بالخصوص مجوهرات زوجتي) لم يكون كافيا.
أصعب شيء كان عبور الحدود بين الجزائر والمغرب، الشيء الذي كلفنا حوالي 1000 يورو في المجموع. تركنا المهربون لوحدها في الليل، واضطرنا للانتظار حتى طلوع الشمس لنتمكن من عبور الحدود، وفي تلك الليلة عانينا من البرد الشديد والخوف. وأخيرا عندما تمكنا من العبور، مكثنا 37 يوما في الناظور، نفكر في كيفية عبور الحدود. شرح لنا السوريون كل شيء وعرفونا على “الوسطاء”. دفعنا لهم 600 يورو: 300 يورو عن زوجتي ومبلغ عن ابني، ومررت أنا حاملا ابنتي في ذراعي دون الحاجة للدفع، ولم يوقفونني. رغم ذلك، فقد كنت خائفا جدا من إعادتي إلى المغرب، نظرا لما كلفنا الوصول إلى هناك.
عندما كنا في اليمن كانت لدينا وضعية ووظيفة جيدة. نحن أشخاص جامعيين، يمكننا أن نندمج في أي مجتمع. أشعر أنني محظوظ جدا لأنني استطعت الوصول إلى هنا، وأريد أن أرد الجميل للمجتمع الذي يرحب بي. وأود أيضا لم شمل عائلتي، وجلب زوجتي الأخرى وبناتي، والعيش معا في بلد آمن لا يبحث عن الصراعات. أريد لأبنائي أن تتاح لهم فرصة الدراسة والبحث عن عمل والقيام بأمور مفيدة. باختصار، استعادة حياتنا.
“لم تكن نيتي الوصول الى اسبانيا، بل أي بلد آمن يمكن فيه لعائلتي العيش في سلام ودون خوف من الموت بالقصف. بما أننا لم نتمكن من طلب اللجوء في السفارة في الجزائر، كان عليا أن أعبر إلى المغرب للوصول إلى مليلية. ”
كان الوضع في اليمن يائسا. أنا وعائلتي ننتمي إلى أقلية مضطهدة، وعندما وصلت الحرب إلى المنطقة التي جئنا منها، تعز، جنوب البلاد، كنت أخشى كثيرا أن أرى أطفالي يموتون. أصيب واحد منهم في غارة جوية، وكان ذلك السبب الذي جعلني أقرر في النهاية الفرار في سبتمبر 2015.
ذهبنا أولا إلى صنعاء، العاصمة، حيث بدى أن كل شيء هادئا، وحيث لا تزال زوجتي الثانية تنتظرني مع 5 من بناتي. من هناك ذهبت لوحدي لفتح الطريق لبقية عائلتي في وقت لاحق. عندما كنت أحاول الوصول إلى الجزائر توقفت أولا في مطار عسكري سعودي، ثم في الأردن وأخيرا في عنابة، حيث يعيش شقيق زوجتي.
بقيت هناك معه لمدة ثلاثة أشهر، حاولت العمل في شيء من شأنه أن يسمح لي بجمع المال لمواصلة الرحلة، ثم وصلت إلى وهران، العاصمة الجزائرية، حيث قضيت 3 أشهر إضافية في انتظار لقائي بزوجتي الأولى و2 من أطفالي الصغار، من 2 و 4 سنوات، وابني الجريح، الذين تمكنوا من اللحاق بي في فبراير 2016.
في وهران حاولنا طلب اللجوء في عدة سفارات لدول مختلفة، ولكن لم يساعدنا أحد، لذلك كان علينا أن نبحث عن بدائل أخرى للاستقرار في مكان آمن. في سفارة اسبانيا في وهران قالوا لنا أن حتى هذا الخيار غير ممكن. التقينا هناك بمجموعة من السوريين الذين قالوا لنا أنهم ذاهبون إلى مليلية، فقررنا الانضمام إليهم لمعرفة ما اذا كان يمكن الوصول الى اسبانيا. نظرا للتكلفة العالية لهذه الرحلة (دفع أجرة للمهربين)، أجبرنا على ترك ابننا الجريح في الجزائر مع عمه، لأن المال الذي جمعناه من بيع ما تبقى لنا من أشياء ثمينة (بالخصوص مجوهرات زوجتي) لم يكون كافيا.
أصعب شيء كان عبور الحدود بين الجزائر والمغرب، الشيء الذي كلفنا حوالي 1000 يورو في المجموع. تركنا المهربون لوحدها في الليل، واضطرنا للانتظار حتى طلوع الشمس لنتمكن من عبور الحدود، وفي تلك الليلة عانينا من البرد الشديد والخوف. وأخيرا عندما تمكنا من العبور، مكثنا 37 يوما في الناظور، نفكر في كيفية عبور الحدود. شرح لنا السوريون كل شيء وعرفونا على “الوسطاء”. دفعنا لهم 600 يورو: 300 يورو عن زوجتي ومبلغ عن ابني، ومررت أنا حاملا ابنتي في ذراعي دون الحاجة للدفع، ولم يوقفونني. رغم ذلك، فقد كنت خائفا جدا من إعادتي إلى المغرب، نظرا لما كلفنا الوصول إلى هناك.
عندما كنا في اليمن كانت لدينا وضعية ووظيفة جيدة. نحن أشخاص جامعيين، يمكننا أن نندمج في أي مجتمع. أشعر أنني محظوظ جدا لأنني استطعت الوصول إلى هنا، وأريد أن أرد الجميل للمجتمع الذي يرحب بي. وأود أيضا لم شمل عائلتي، وجلب زوجتي الأخرى وبناتي، والعيش معا في بلد آمن لا يبحث عن الصراعات. أريد لأبنائي أن تتاح لهم فرصة الدراسة والبحث عن عمل والقيام بأمور مفيدة. باختصار، استعادة حياتنا.
خريطة الموارد
انقر على محددات المواقع لمشاهدة هيئات رعاية المهاجرين واللاجئين في المغرب واسبانيا.
الوضع في المغرب
المغرب ما زال يحتاج الى أن يقطع طريقا طويلا لضمان نظام لجوء فعال واحترام حقوق الإنسان والمهاجرين واللاجئين هذا الطريق يمر عبر تغيير نهج كل من السياسات المغربية وسياسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه (وخصوصا إسبانيا)، التي تركز جهودها على تحويل مناطق أخرى مثل المغرب إلى شرطي حدودها، وتعطي الأولوية للأمن عوض حقوق وحياة الإنسان. يجب على المغرب وإسبانيا والاتحاد الأوروبي التحرك نحو سياسات الهجرة التي تركز على الأشخاص وحقوق الإنسان. وإلى أن يحدث هذا، سوف يستمر المهاجرون واللاجئون في مشاهدة حقوقهم تنتهك، والمرور من حالات خطيرة من انعدام الحماية واللامبالاة على طول طريق الهجرة.
Ver links
المواد هامة
قائمة الموارد
Descargar pdf
دليل تحديد حالات اللجوء
Descargar pdf
كتيب المشروع
Descargar pdf
ملف جامع الورشات
Descargar pdf
مواد للتوعية
Descargar pdf
صور
Descargar pdf